ومؤذي في غالبيته
فأنت حين يتفتح ذهنك سترى
أمور الحياه على حقيقتها
والحياه تحوي أمور سيئه أكثر من الجيده
لهذا قال المثل إن المجانين لفي نعيم
ستعاين ألما مبرحا حين يتفتح بصرك
وإن تفتح حسك مع بصيرتك
فاعلم انه حقا قد قضي عليك
حين تكون كالمرءاة التي تعكس كل شيء حولها
سواء أبصرته مباشره أو لم تبصره
إنه حقا موت بطيء
فقلوب الناس لا يحتملها سوى خالقها
لهذا جعلها غير مسموعه
كي نحتمل التعايش معها
ونحن لسنا آلهه لنحتمل ظلمة القلوب
بعض القلوب مذاقها كسيخ النار
حين يوضع على قلبك مباشره
وبعضها يريد أن يستحوذ عليك
والبعض يحسدك
والقليل القليل يحبك
والذين بالتالي تحبهم
وتكترث لأمرهم
وببعض الأوقات
حين تنظر لعيني إنسان يهمك أمره
وتراه يغرق بمتاهات نفسه
كالغريق الذي يغرق في علبة
إنه حقا أمر مزعج
والابتسامه التي نحتاج إليها
من الناس المحيطين بنا
كي نزدد تفاؤل وإقبال على الحياه
فابتسامات الناس وطاقاتها
حولنا مرهونه بوضعنا
الاجتماعي
فحين تكون بالقمه سيتهافت الناس بضحكاتهم
الصفراء ليشعروك بأنك سيد الكون
وما أن ينتهو منك حتى تظهر ابتسامه أخرى
هي ابتسامة الاستهزاء كي يشعروك
بأنك لا شيء وسيبدؤو بهدم معنوياتك
بكل قوتهم حتى يزرعوا سمهم وحقدهم يتركونك
بين الموت والحياةكي تواجه ذاتك بعد أن لغموها
بمفاهيم خاطئه عن نفسك كلها تؤدي لهدمك مرات ومرات
وسيتركونك تواجه هذه الذات المريضه التي تجعلك تتمنى الموت
مع واقع الحياة حتى ينتهي ببعض مريضي الأنفس
بالقتل أو بالإنتحار أو الشذوذ
لكن الفضاء حولنا هو معلم خطير
حين تغلق بوجهك الأبواب
وتخسر أمور قد تفقدك صوابك على الدوام
وتدخل مفاهيم لحياتك ما كنت تحلم حتى أنها
موجوده في واقعنا
فالمرض الجسماني والعقلي والقلبي موجود
والموت موجود
والكوارث موجوده
والإستغلال موجود
والذكريات المؤلمه موجوده
إنها وقائع موجعه تجعلنا نتمنى عدم وجودنا
لكن حين ننظر للسماء
نرى مخلوقات بسيطه كالحمام
تأملها
تلك المخلوقات التي تعيش بثوب واحد من الريش
طوال عمرها القصير وتأكل الفتات
وتسكن الشبابيك والجحور
وتتزاوج بكل رومنسيه
لا تحتاج لآخر صيحات الموضه
بالملبس والأكل والعيش
إنها تعيش وتطير بكل سعاده
بعمرها القصير ومصيرها المجهول
تبقى تطير حتى ينتهي أجلها
دون أن يعكر الحمام صفوها
ونظرتها لذاتها
فثوب الريش هو معنى مجازي
يرمز للإكتفاء والرضى
وليس الحرمان والفقر
وغير مرتبط بماده أبدا
فهناك أغنياء كثرعراة
حين يعيش الانسان يفرض عليه من حوله
اتجاهاته فهوه عاري فكريا وثقافيا
حين يعيش الإنسان بمنطق التطرف
والتعدي كي يسعد بحياته على رماد الآخرين
فهوه عاري
حين ينسب لنفسه مجهود غيره فهو عاري
حين لا يرى الناس الصادقين حوله
ولا يفهم منطق الشرفاء ليقتدي به فهو عاري
حين يتقوقع حول فكرة برستيج الإمبراطور
فهو عاري روحيا
حين نفعل ما نفعل ويهمنا نظرة الناس
فنحن عراة
فالناس ستعريك وتلبسك بحسب أمزجتها المريضه
ومصالحها فلا تهتم لنظرة الناس
لكن تجمل فقط لأننا بشر
من الذوق التجمل وليس التصنع
وغذي روحك وسرك
غذي روحك بالحب الحقيقي وبالعباده
وبتزكية النفس
فقد قال تعالى
قد أفلح من زكاها
وقد خاب من دساها
كن إنسان طبيعي
بغرائزك وطباعك
فأي شيء يتعدى الطبيعه بهذه الامور
يهدم الروح ويؤدي للضياع
ولا تتصالح مع نفسك حينها وتتقبلها
بل ارفضها وغيرها وزكها
من الممكن أنك تحتاج لجو خاص
وأناس تدعمك روحيا قبل الجسد
لكنك ستتغلب على نفسك
فالنفس هي العدو الحقيقي في أغلب الأحيان
تضعك في إيطار نظرة المجتمع
والتمرد على نظرة المجتمع يجعلك تخالفها تماما بسرك
وأحيانا من شدة كرهك لمجتمعك تنحى إلى التطرف
إلى أن تلقى نفسك ابتعدت عن منطق التوسط والاعتدال وجنحت للفوضى
وستغدو مخلوقا كالوحش يلتهم نفسه ومن حوله
أقول لك
إفرح وارقص وغني لكن لا تفقد عقلك
فالعقل هو وسيلتنا لنتذوق الأشياء
فإن أذهبت عقلك أذهبت متعتك
وأقول لك ابتعد عن النفوس التي تباع وتشترى بالمال
لكن اشتري روحا طاهره تقدر المواقف
اشتريها بحسن المعامله لا بالمال
نعم ان المال يفعل المعجزات
لكنه لا يشتري الأرواح النقيه التي تربطنا بالعالم
بطريقه منطقيه وفوضويه باعتدال
وان حصلت يوما على روح نقيه بدون جهد
فحافظ عليها
فالارواح النقيه كمذنب هالي لا تراها سوى
كل سبعين سنه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق